” ع هدير الهارلي “




Photo Credit: HOG - Lebanon Chapter

Photo Credit: HOG - Lebanon Chapter

علاء شهيب

نشرت في: حبر لبناني (إضغط لقراءة المقال في حبر)
بدأت فكرة نوادي تجمع سائقي ومالكي السيارات أو الدراجات في العالم منذ حوالي العام 1900، من نوادي أصحاب السيارات المميزة والمحدودة الأعداد، أو مالكي السيارات الكلاسيكية، الى نادي مالكي الفيراري، الذي تأسس عام 1976 ويضم أعضاء من 36 بلداً مختلفاً، يجتمعون في نشاطات رياضية وإجتماعية، وصولاً الى نادي مالكي دراجات الـ”هارلي”، الذي بدأت فكرته عام 1903 مع إنطلاقة أول دراجة تحمل إسم “هارلي دايفدسون”، ولا زال يتابع نشاطه حتى يومنا الحاضر.

يعود تاريخ دراجة “هارلي دايفدسون” الى العام 1903، حيث قام كل من “بيل هارلي” و “أرثر دايفدسون” في ميلووكي بتطوير دراجة نارية مصممة للتسابق، ذات اسطوانة واحدة ومحرك يعمل بإحتراق البنزين، حيث كانت دراجة موثوقة وبتصمميم جميل أيضاً، فبيعت.. ولغاية عام  1908 صنعا 154 دراجة، فأسسا شركة تجمع اسميهما سوياً “هارلي | دايفدسون” وابتكرا عام 1910 شعار الشريط والدرع الذي وضع على دراجاتهما وأصبح العلامة المميزة للشركة من يومها. ومع إزدياد محبي هذه الدراجة ومالكيها، استعمل مصطلح “تجمع مالكي الهارلي” لأول مرة رسمياً عام 1920، وكان يشمل سائقي السباق لدى شركة هارلي دايفدسون، ثم  تطور مفهوم هذا التجمع لتصبح العضوية مفتوحة لجميع مالكي الهارلي، وبدأ ينتشر في بلدان العالم ويعرف بالـ”تشابتر” أو الفرع المحلي ويشترط لقيام فرع له في أحد البلدان أن يكون فيها وكيلاً لشركة “هارلي دايفدسون” ومتجراً لها.

ومن هنا كانت الصعوبة الكبرى في تأسيس الفرع الخاص في لبنان حيث لم يكن هناك من وكيل لبناني، فاستغرق الأمر الكثير من المثابرة والتفاني من هواة الهارلي في لبنان مع دعم من مدير التجمع في العالم، وبمتابعة من مدير التجمع في الشرق الأوسط وشمالي أفريقيا، أنشئ الفرع اللبناني في حزيران 2009. أما اليوم أصبح “تجمع سائقي الهارلي | فرع لبنان” برعاية وكيل الهارلي في لبنان، مروان طراف، وكذلك بالنسبة للجولة السنوية التي يقوم بها النادي، والتي أصبحت حدثاً مهماً في المنطقة الإقليمية، حيث شهدت الجولة الأولى مشاركة 63 دراجاً، ازداد بعدها عدد المنتسبين للتجمع الى أكثر من مئتي شخص.

 

Photo Credit: HOG - Lebanon Chapter

Photo Credit: HOG - Lebanon Chapter

يقول اسكندر طعمة، رئيس النادي في لبنان “إن ما يظنه الناس بأن سائقي الدراجات النارية هم مشاغبون أو (زعران) خاطئ، أؤكد لهم أن أعضاء النادي ينتمون الى خلفياتٍ إجتماعية محترمة جداً، فبيننا المحامون والأطباء ومدراء البنوك وأصحاب الأعمال، والأغلبية متزوجون ولديهم أولاد”.

هذا وشارك أكثر من 310 دراجاً في الجولة الثانية في 2010، من دول عربية مختلفة وكذلك من فرنسا وإيطاليا. وكانت هذه الجولة بالتعاون مع وزارة الداخلية وقوى الأمن اللبناني تحت شعار “تطور مفهوم ركوب الدراجة النارية بأمان”.  ويضيف طعمة ” يشدّد النادي على تعليمات السلامة والقيادة بأمان والإلتزام بوضع الخوذة وشروط القيادة ضمن مجموعات، كما يمنع تناول الكحول أو تعاطي المخدرات”.

وكان طراف قال في إحدى اللقاءات الإعلامية “إننا نخطط لجولة جديدة لدراجينا في العام 2011 وستحمل الرحلة شعاراً ونظاماً وهدفاً مختلفاً، وسيكون الهدف منها توسيع مجال الجولة الى العالمية ووضعها على خريطة جولات نادي مالكي دراجات هارلي دايفدسون في العالم”.

وليست الجولة هي النشاط الوحيد لهذا التجمع فيشارك النادي، حسب ما يقوله طعمة “بالعديد من الجولات الى المناطق اللبنانية أيام الأحاد، يمكنك اعتبارها كسياحة في قلب لبنان، حيث تشعر على متن الدراجة بالطبيعة المحيطة بك، ونقوم كمجتمع صغير بدعم مجتمعنا اللبناني عبر النشاطات الخيرية التي نقوم بها، كعشاء الدعم للجمعيات التي تحارب السيدا، ورحلات في الأعياد للأولاد حيث نذهب على دراجاتنا وهم يرافقوننا في باص، ونقوم ببرنامج تدريب الأمهات على الإسعافات الأولية”. ويشارك الدراجون في “يوم المليون ميل” الذي تشارك فيه نوادي مالكي الهارلي في العالم أجمع لقطع مسافة مليون ميل على دراجاتهم خلال 24 ساعة، ويساهم الفرع اللبناني منذ نشأته بهذا النشاط. في نفس اليوم ينظم الفرع اللبناني نشاطاً خاصا به وهو “العقب الحديدي” فيحصل الدراج على زر حديدي خاص به في حال أكمل 500 ميل على دراجته خلال 24 ساعة وتحسب في نفس الوقت لمسافة المليون ميل. يشارك الدراجون كذلك في إحتفالات ومناسبات إجتماعية ودعم لقضايا يؤمنون بها، ولديهم أسلوب أو موضة خاصة بهم، فيرتدون الجينز مع الجاكيت الجلد السوداء التي تحمي الدراج في حال سقوطه، والنظارات السوداء أيضاً وأكسسوارات خاصة كالقبعات والأحذية.

هم لبنانيون بنكهةٍ عالمية، مجتمع ذو خصوصية، يحبون الكزدورة في بلادهم والتعرف عليها، لهم أسلوب حياةٍ خاص وأكثر ما يعشقون: “هدير الهارلي”…!